تهويدةٌ للفتى حلو الملامح

قياسي
تهويدةٌ للفتى حلو الملامح

تهويدةٌ للفتى حلو الملامح

قم يا بهيَّ الوجهِ

يا حلو الملامحِ

من أباح الحسن..

حطّم مبسمّكْ؟!

لا تطلب المرآة

وانظر في عيون الطيبين

تقول

ربي سلّمك

وعيون أمك

والصبايا المعجبات إذا همسن بفتنة

 ما أوسمك!

يا غصن بانٍ

يا شذى الريحان

يا ثمرا أضاعوا موسمكْ

قم أوسع الدنيا حياةً

واسبق الأحلام

علّق انجمك

لا لا تقل شيئا

تحدثنا جراحكَ

وافتهمنا

حين أوّلْنا دمَكْ

لا ..لا تحرك ثغركّ المفلوق

يا حسن الثنايا

كلنا أضحى فمَك

آلموت /حين تعرف أكثر مما يعرف الآخرون

قياسي

 

 

 

آلموت

حين تعرف أكثر مما يعرف الآخرون

من الملفت للنظر في هذه الرواية أنها مكتوبة بواسطة كاتب سلوفاني  “فلاديمير بارتول ” الذي استطاع أن يحيي الأحداث التاريخية الجامدة في مكان بعيد جدا عن محيطه له عادات وتقاليد مختلفة تماما عما ألف رواية مشوقة استغرق الاعداد لها بحثا استمر أكثر من عشر سنوات

ورغم ان الرواية التي كتبت منذ أكثر من ستة وستين عاما لم تلق اهتماما في ذلك الوقت إلا أنها اليوم قد ترجمت لأكثر من 19 لغة وتدرس في المدارس

آلموت هو اسم الرواية وهي قلعة تقع في على الجبال الشاهقة في خراسان  سيطر عليها داهية من دواهي الزمان اسمه الحسن بن الصباح وجعل منها مقرا لدعوته الإسماعيلية

نفس الرواية يتصاعد من فصل إلى آخر

ويبدأ بالتطرق للشخصيات الثانوية قبل أن يتطرق التفصيل لشخصية الحسن بن الصباح بطل الرواية كشخصية حليمة والجواري وشخصية عوني بن الطاهر والفدائيين  بشيء من التفصيل الممتع

يتداخلك وأنت تقرأ الرواية شعوران متناقضان بين الإعجاب بذكاء الحسن بن الصباح وبين النفور من قسوته ولا أخلاقيته لدرجة أن يقتل ابنه بدم بارد

فالحسن بن الصباح الذي تمكن بدهائه من صناعة اداة قتل حية من الفدائيين الذين ينفذون ما يطلبه منهم حتى ولو طلب منهم ان يقتلوا أنفسهم

بهذه الأداة الخطرة تمكن من صناعة التاريخ والتلاعب بالحكم كما يشاء ورغم كثرة أعدائه ومهاجمتهم له  وانقلاب الأحداث عليه إلا أنه كان يتمكن دائما من قلبها لصالحه

الحسن بن الصباح كان يعرف أكثر من الآخرين وكان يسخر هذه المعرفة لتحقيق مآربه فقد أدرك أنه بمعرفته أكثر من الآخرين بإمكانه أن يسيطر عليهم ويسخرهم لخدمة أهدافه وذلك حينما كان هاربا في أحد المرات من خصومه وكان في البحر مع جماعة متوجهين لوجهة معينة ولكنه إتفق مع الربان على تغيير الوجهة دون علم الآخرين وقبل ان يصلوا لتلك الوجهة أخبرهم الصباح بأنهم لن يصلوا للمكان الذي يظنون بل لمكان آخر ذكره لهم وحين وصلوا فعلا لهذا المكان ذهلوا وظنوه يملك قوة خارقة من هنا خطرت له الفكرة ومنها بدأ للإعداد لتحقيق حلمه

استغرق إعداده لتحقيق حلمه أكثر من عشرين عام حين حول الجنائن التي بناها الديلم لمكان يشبه الجنة وتمكن بقوة الحشيش من جعل الفدائيين يصدقون بأنه يملك فعلا مفتاح الجنة وأنه قادر على فتحها لهم حين خدعهم بهذه الجنة المصغرة التي أعدها بعناية حين جمع فيها أجمل الجواري ودربهن وبنى المقصورات البلورية وأثثها بأرقى وأثمن الأثاث بما يشبه الوصف القرآني للجنة كما ساعدته الحدائق الخلابة المحيطة بالجبال على تحقيق هذه الفكرة التي قد نعتبرها ساذجة أو مجنونة ولكنها نجحت

 يقول الصباح مخاطبا  ابن طاهر الفدائي الذي اكتشف الخديعة متأخرا

 ” أتفهم الآن ماذا يعني الطواف في أرجاء العالم خلال أربعين سنة وفي القلب مشروع عظيم؟ وهل تفهم ماذا يعني البحث خلال عشرين سنة عن امكانية تحقيق حلم كبير ؟ ” ص508

وحين أحس الصباح بأن حلم شبابه أوشك أن يصبح حقيقة أخذ يحدث نفسه

” كل هذا أشبه بحكاية من الحكايات لو أني لم أكن أنا نفسي مثير تلك الاضرابات لرفضت أن أصدق تلك الحكاية لا جرم أن بعض الرغبات لديها قوة فريدة وتعمل كأنها مادة من المواد كأنها مطرقة من فولاذ حقيقي  “*ص 554

كان ذكاء الحسن بن الصباح حادا وإلا كيف تمكن من السيطرة على آلاف العقول وهو الذي كانت عقيدته بلا عقيدة ” لا شيء صحيح ..كل شيء مباح  ” هذه العقيدة المبطنة التي لم يكن يعرفها إلا الخاصة إلا أنه استغل الدين أقوى قوة موجودة على الأرض لتخدير العقول وبرمجتها كما يريد كان فنانا ماهرا يعرف تماما كيف يعزف على الوتر المناسب لكل شخص

خاتمة الرواية شبه المفتوحة كانت ذكية لأنها تفتح المجال لك لتتخيل وتفكر

فقد آثر الصباح العزلة وترك إدارة مؤسسته لقائديه المخلصين ..أما ما حصل للصباح بعد ذلك فهو أمر غير معروف

 “إن الرجل الذي أنجز مهمة كبرى لا تبدأ حياته إلا عند مماته وبخاصة الولي لقد قمت بما توجب علي القيام به واليوم حان الوقت لأفكر قليلا بنفسي سأموت في سبيل البشر لأحيا من جديد في أعمالي “ص563

وهكذا أغلق على نفسه في أجنحته ومات في نظر الناس وضمته الأسطورة تحت جناحيها  “

الرواية تمتد في 565 صفحة موزعة على 21 فصل ورغم طولها إلا أنك لن تشعر بالملل لأن الكاتب يمتلك موهبة رائعة في السرد المفصل كما أن الشخصيات مكتوبة بعناية فائقة لدرجة أنك تشعر وكأن كل من في الرواية يمتلك الأهمية ذاتها للبطل

بالنسبة لي خرجت بفكرة غاية في الاهمية هي” لا يكفي أن تمتلك حلما ولكنك يجب أن تسخر كل ما تملك لتحقيق هذا الحلم ” لا أعني كما فعل الصباح بطرق غير مشروعة ولكن هذا لا ينفي أن تسعى لذلك بكل ما أوتيت من قوة

وما أدراك ما الحب !

قياسي

وما أدراك ما الحبّ

الحبّ صحراءٌ تبيعُ سَرابا

مهما اشتريتُ

تزيدني إجدابا

إلا الذي لك يا عليُّ

كأنما جنات حبّ

 تخلبُ الألبابا

الحبّ

ما أدراكموا ما حبّهُ

 لو مسّ قلبا كالحديدِ

 لذابا

لو قطرة منهُ تمازجُ بالبحارِ

 لأصبحت شهدا ..

ندىً ..

عنّابا

لو ومضة مما تلامعَ من رؤاهُ

تشعّ في حجرٍ

لصار شهابا

فاخصص جدار القلبِ منك بنظرةٍ

هي نظرةٌ تكفي

لتفتحَ بابا

العابران على غديركَ

واحدٌ روّيته

حتى استحال سحابا

والآخرُ

 اختار الترابَ فما ارتوى

 حتى استحال

 مع الترابِ ترابا

فاسكب مدامك في قصيديَ

 روِّني

كي أستحيلَ إلى القلوبِ

 شَرابا

العيدُ الذي لا يأتي

قياسي

 

 

العيدُ الذي لا يأتي

يا عيدُ ..

يا حلمَ القلوبِ المتعباتِ من الأملْ

يا بهجةً تأتي على وجلٍ

وتذهبُ في عجلْ

مهلا ..

نسِيتَ الأمنيات العاطلات عن العملْ

ونسِيتَ أن تدعو الوجوهَ الصافنات من المللْ

لا قهوة بالهيلِ ..

لا حلوىً تدورُ مع القُبلْ

والتهنئاتُ

تساقطت سهوا ..

تلملمها الجُملْ

حتى الصغار ترقبوك ..

:متى سيُقبلُ.. ؟؟

:هل وصل ؟؟

قلنا نشاغلهم ..

نراوغُ..

:كاد يحضرُ وانشغل

القبار الأعرج ينبش الجثث عوضا عن دفنها

قياسي

القبار الأعرج ينبش الجثث عوضا عن دفنها

القبار الأعرج هي الرواية الأولى للقاص عبدالعزيز الموسوي التي انتقل بها من كونه قاص إلى روائي حيث سبقتها مجموعتان قصصيتان بعنوان أرواح قابلة للاشتعال 2008 وطلقات2010

الرواية صادرة عن دار فراديس للنشر في 159 صفحة موزعة على نوبات أبدع في عنونتها كأنها جرعات مركزة من الإثارة

العنوان هو أول ما يلفت النظر في أي كتاب ويخبرنا الكاتب عن العنوان في الصفحات الأولى حيث يقول

“أتذكر الآن مقولة من تركة ابي الثمينة الكتابة عملية حفر ما ان تنتهي منها يكون قبرك جاهزا ولأني مؤمن جدا بصدق النصيحة سأحفر هنا حتى النفس الأخير .. أتذكر ستكون هذه الكلمة المعول المصقول الذي لن يكف عن النبش”*

من هنا نستشف ان العنوان تعبير مجازي لعملية التذكر ولكن عوضا عن دفن الذكريات فهو يستخرجها لنا من مقبرة الذاكرة ويعيد بث الحياة فيها

عرفنا القسم الأول من العنوان أما القسم الآخر وهو الاعرج فهي إصابة تلحق ببطل الرواية تسبب له العرج وهي إن لم تضف شيئا للنص إلا إنها تشبه محاولة لإثارة شفقة القارئ

في رأيي أن العنوان كان يفترض أن يكون الفزاعة لأنها أكثر تعبيرا عن واقع الرواية فالبطل والذي يعمل حارسا في المدرسة استخدم هذا التشبيه في روايته  فهو كما يقول مجرد فزاعة في حقل التعليم كما في صورة الغلاف اللافتة

الإهداء لوزير التربية سابقا د. علي فخرو يبدو كرسالة مشفرة للوزراء اللاحقين

“ماذا من الممكن ان تمنحك فزاعة في حقل التعليم غير صمتها الأبدي؟

د. علي فخرو لا شيء يفي رجولة المبدأ وضميرك الإنساني”

يأخذنا الراوي معه لعالم المدرسة وخفاياها من خلال نافذته الصغيرة التي تستقبل بوابة المدرسة هذه النافذة التي تشبه شاشة التلفاز تعرض مسلسلاتها التي تكون مضجرة في حين ومثيرة للاهتمام في حين آخر ولأنه عمل في مدرسة للبنين ومن ثم تم نقله لمدرسة للبنات فهو يكشف لنا مقارنا بين البيئتين عن أمور ربما لم نكن لنتخيلها في نفس تصاعدي كلما مضينا معه ازددنا لهفة لمعرفة ما يخبئ لنا فالفصول الأولى كانت تتهادى ببطء نوعا ما بعكس الفصول الأخيرة التي أخذت تتسارع الأحداث فيها شيئا فشيئا

كان الكاتب جريئا في التحدث عن الممارسات اللا أخلاقية ..عن الفساد عن النفاق والتملق وحتى عن الشذوذ

في الجانب الآخر يحدثنا عن مهنة الحارس التي ينظر لها بدونية من قبل المجتمع ” النظرة الدونية مثل الجرب المعدي ينتقل بالتقارب “*لدرجة أن يتم رفضه حين يتقدم للزواج من الفتاة التي احبها وأحبته بسبب مهنته

الشخصيات النسائية في الرواية كانت عادية جدا وتحتاج لمزيد من الاشتغال لم نر سوى انعكاس ظلالها على الأحداث لم يكن هناك رسم دقيق للشخصيات ونفسياتها فهناك الطالبة المغوية منى عارف والأستاذة المتعالية رقية جابر التي تحاول أن تتجاهل أيام معاناتها وفقرها بتجاهلها له وهو نوعا ما تربى معها في حي واحد أما مريم هي الشخصية النسائية الأبرز في الرواية وهي الحبيبة التي تتزوج رجلا ذا مركز مرموق عن غير قناعة لتعود بعد زواجها لإغواء الحبيب مجددا ليقع في فخ الخيانة التي لم يتمكن من الافلات منه

يحاول الكاتب ألا يبدو وصيا على القارئ ولكنه ربما بقصد او بدون قصد يلبس ثوب الوصي في شخصية الأب الذي كان يستدعيه بين نوبة وأخرى ليسدي بالنصائح

“ياه ..كم أكره نفسي عندما أشعر بي واعظا يقول ما يجب على الآخرين فعله لأني مؤمن أن على الآخر اكتشاف ذلك بنفسه ..اللعنة ما زلت أقذف بالنصائح أي جين لعين ورثته لي يا أبي ؟”

ولا تخفى النبرة التهكمية التي أضفت على الرواية نكهة مميزة فهو يقول مثلا ” القبر الذي تدفن فيه أخطاءك يستحق منك زيارة ضاحكة “*

وفي مكان آخر ” إن من يجعل من نفسه مثارا لعدم الاحترام يصبح من قلة الأدب أن يطالب الآخرين باحترامه “*

وغيرها الكثير مما لا يسع المجال لذكره..

ولا ينسى الكاتب أن يعرج على السياسة ولو من بعيد فيقول ” لا أريد أن أحقد على هذا الوطن الذي يعتبر توظيفي مكرمة تخرجني من نطاق حقي في المطالبة بالمساواة مع بقية أبناء هذا البلد …..لا مكرمة في حق ..المكرمة تعني أن أحصل على ما هو اكثر من حقي وهذا مالم أجده بعد “

ن أحصل على ماهو أكثر منأ

لغة الرواية جميلة جدا وهي أبرز ما يميز الرواية  التي أتقن ترصيعها  بالجواهر التي تصلح للاقتباس فلا تكاد صفحة تخلو من ومضة مضيئة

يقول في وصف المعلم

“هم حروف تتكاسل وترفض أن تنتظم في كلمات قد لا يكونون على قناعة بها لكن قدرهم أن يتوسطوا ،يتقدموا ،يتأخروا في كلمة ما ذات معنى ما المعلمون ليسوا اكثر من حروف وفي مكان آخر يقول بان المعلم طالب فاشل غبي دخل المدرسة ولم يعرف كيفية الخروج منها”*

وعن علاقة الرجل بالمرأة ” الرجل لا يحب إلا الضعف في الأنثى ولطالما كانت المرأة القوية تشكل هاجسا مزعجا للرجال ويصعب بأي حال تمازج قطبي القوة “*

وعن مشاكل المراهقات

” المراهقات ،مرهقات بفعل فاعل مسلسلات أفلام وفضاء عنكبوتي يبسط أذرعه ويصطاد بمجساته غافلات عن فهم الحقيقة التي أصبحت أرضا محرمة لانعزال وترهب أولياء الامور عن شرح غدد الجنس والحب الآخذة في النمو بعضها يتسرطن قبل أن تكتمل دورته مخلفة في أحسن الحلات بترا مشوها ونفسيات محطمة “*

هذه الرواية تشبه العدسة المكبرة التي تسمح لنا برؤية الأمور التي لا قد لا تدرك بالعين المجردة بل كالمجهر الطبي الذي يخبرنا بوجود جراثيم وفيروسات تسبب الأمراض ويجب ان نجد لها علاجا

أعجبتني الرواية في تناولها لجانب مهم في حياتنا وهو التعليم الذي يرتكز عليه بناء المجتمع بتكثيف مركز وتسليط الضوء على قضايا التعليم يسهم بالتأكيد في معالجة قضاياه ومشاكله

الكاتب هنا لم يسر بنا في الحقل بين الأشجار الطيبة ولم يذقنا الثمار الزاهية النضرة بل سار بنا عبر الشوك واذاقنا الثمار المرة الفاسدة ولكن هذا لا يعني أن الأشجار الطيبة غير موجودة هكذا أحب أن أعتقد

هي خطوة موفقة للكاتب عبدالعزيز الموسوي ومنها لقفزات أعلى وأعلى

على موجة من سنا

قياسي

على موجة من سنا
 عائمة
ترف كما بجعة حالمة
على ساقها
وقف الوقت
 يكشف أسرار لهفتها
العارمة

تدور الموسيقى
 تدور
 فتقفز
 تمسك باللحظة القادمة

تحلق في خفة
 تتجلى
 تراقصها فكرة هائمة

كأن يديها جناحا ملاك
وفستانها فتنة ناعمة

تطير البلابل من شفتيها
تحط على ظلها
 باسمة*الصورة من التقاطي

					

مالالا..تقودُ الفراشات للوهج

قياسي

 

 

مالالا..تقودُ الفراشات للوهج

لـ مالالا يوسوفزاي

الضوء الذي أخاف الظلام فظن أن بإمكانه أن يطفئه برصاصة

مالالا *

تشعُّ

تضيءُ

تلالا..

تٌضايقُ وحشةَ ليلٍ توالى..

يُحاول أن يحتويها الظلامُ

ليُطفئها..

فتفيضُ اشتعالا..

وكانت ربيعا

مواسمَ خصبٍ

نسيما و وردا

وكانوا رمالا

وكانوا كما الشوك

 يُدمي الحناجرَ

كانت  تحيلُ الحصى

 برتقالا

وكانت تقودُ الفراشات للوهجِ

فيما الخرافات ترعى البِغالا

وكانت محاربة لا تخافُ

وكانوا يخافون منها

الظِلالا

عصيٌّ على الفهمِ

كيف لبنتٍ بعمرِ الزهورِ

 تُخيف الرجالا

يحقُّ لهم ..

فهي تلهمُ وعيا

 إذا ما اهتدى

 سوف يُفني الضلالا

ففي الواجب المدرسيَّ

 سلاحٌ

وفي القلم الحرَّ

كانت نصالا

وحين ستكتبُ

يخشون جيشا من الكلماتِ

سيمحو الجُهالا

وحين ستقرأُ سوف تطالُ السماء

وحتى تزيحُ الجبالا

وحين تفكّرُ ..

يالتّفكر..

 كيف يحرر فينا الخيالا

لهذا تربّص بالخيرِ شرٌّ

فكانوا ذئابا

وكانت غزالا

لكم أزعجتهم

عصافيرُ حلمٍ

على شفتيكِ تغني السّؤالا

فعادوك باسمِ إلهِ الجمالِ

وهل كنتِ في الأرض

إلا جمالا..

أرادوا بكِ الموتَ

صرتِ حياةً

وفي ما يريدون

صرتِ مُحالا

*الطفلة الناشطة مالالا يوسوفزاي التي تعرّضت لإطلاق النار في الرأس وهي عائدة من المدرسة من قبل عناصر في حركة طالبان بعد مطالبتها بحق الفتيات في التعليم.

النبيُّ المنسي

قياسي

النبيُّ المنسي

لنبيّ هذا العصرِ المنسي ..

للمعلم مع التحية

على لوحٍ من الأفكارِ

 يُجلي

وفي أقلامهِ وحيٌ …

ويُملي..

يُرتّلُ ما تيسّر من علومٍ..

وفي محرابهِ عقلٌ  يصلي

وما هو شاعرٌ ..

والشعرُ يجري

على شفتيهِ خمرٌ دون غوْلِ

وما هو ساحرٌ

لكن بفكرٍ

يحوّلُ جدبَ صحراءٍ لحقلِ

فيُخرج من دفاترهِ زهورا

ويركضُ صوته العالي

 كوعلِ

ويفتحُ كل بابٍ

 في يديهِ مفاتيحٌ

تلائمُ كل قفلِ..

كأن دروسهُ المثلى نجومٌ

تدل التائهين

 بكل ليلِ

و كالفرسانِ

 يمتشقُ المعالي

ومن جهلٍ يفزّ لقهر جهلِ

فيترك ظلهُ في كل قلبٍ

ويمشي كالنبيّ

بدون ظلِّ..

 

عندما فتحت إبتهال الباب على عالم من الدهشة والخيال

قياسي

 

قراءة في المجموعة القصصية “ولد”

 

عندما فتحت إبتهال الباب على عالم من الدهشة والخيال

 

عندما سمعت بأن إبتهال سلمان ستصدر مجموعة قصصية فرحت كثيرا وتحمست لمشروعها القصصي الواعد

 

لأنني كنت أعرف  إبتهال من خلال الموقع الإلكتروني المتكأ الثقافي وكانت تجذبني مواضيعها الثقافية المميزة التي تطرحها بأسلوب ممتع ومفيد في نفس الوقت

 

أما ما لفت نظري فعلا لموهبتها كان فوزها بالمركز الأول في مسابقة المتكأ الثقافي للقصة القصير بقصة بعنوان ولد وهو نفسه عنوان مجموعتها القصصية التي يزين غلافها مجموعة من الاولاد يلعبون الكرة ..حيث ارتسام الأولاد على شكل ظلال على الغلاف يجعلك تتخيل بأنك واحد منهم ربما ذات عمر مضى

 

وعادتي عندما أتصفح كتابا ابدأ بالفهرس لذا فتحت على الصفحة الأخيرة أستشف من العناوين ما وراءها ولم يخب ظني فابتهال بارعة في اختيار العناوين وكأنها تلقي لك بالطعم لتصطادك بكل سهولة في شباك قصصها الشيقة

 

توزعت المجموعة القصصية على إحدى عشر قصة وهي على الترتيب بابا سوبرمان، ولد، حيث لا يموت الأطفال، خروج النمل عن صمته ، عفو ملكي ، إزعاج ، أنت حلو والبحر مالح ،آسف ..التي لا تجيء ..جنة ونار ،جربت الغرق

 

عدت للمقدمة مع الإهداء حيث تغريك بالتورط معها حين تقول إلى الأولاد العالقين في الجانب الآخر من الورطة ها انا أفتح الباب

 

ودخلت معها  لبابا سوبرمان وانا ارى نفسي في ذلك الطفل الذي لطالما ظن بان والده يمتلك قدرات خارقة كسوبرمان فمن منا لم يفعل ربما ليس سوبرمان بالضرورة ولكن  الصورة التي نرسمها مشابهة ..إلى أن ترتبك الصورة في مرحلة ما وتنكشف فيها هوية السوبرمان الحقيقية

 

ولكن لماذا اختارت إبتهال أن يكون الطفل ولدا لا بنت؟.. هل كانت تحاول أن تموه علينا شخصيتها المختبئة بين ثنايا القصة ؟..وهل أفلحت في ذلك يا ترى ؟

 

وبكل شغف أعدت قراءة قصتها ولد المشحونة بالأمومة والعاطفة في فكرة غير مسبوقة لطفل لم يدخل للحياة بعد ..طفل من عالم الذر يلح عليها لتحضره لعالم الوجود وهي تحاول إقناعه بالصبر حينا وتشاغله بالقصص المأساوية عن أطفال لا تكف الساحرات الشريرات عن تعذيبهم وأكلهم وتحويلهم إلى ضفادع حينا اخرى ولكن لم تفلح محاولاتها للتهرب منه إلى أن اخترعت منفذا بأن تجد له أما أخرى كما نجح الأمر مع أم موسى وفعلا اختفى الطفل ولن اخبركم بما حصل بعدها حتى لا أحرق القصة عليكم

 

 

أما في حيث لا يموت الأطفال حيث الحياة تكون بأمر ملكي لابد وأن تستشعر الحس السياسي الذكي والمراوغ  والذي ستجده يغمز لك بعينه في أغلب القصص لا ليصرح بل ليلمح كصوت يهمس تارة ويتحدث بكل ثقة تارة أخرى كما في خروج النمل عن صمته فأي دلالة هنا للنمل وثورته وتحديه فقط من يعمل عقله سيفهم حتى في عفو ملكي ومن قبلها بابا سوبرمان وأنت حلو والبحر مالح ورجل لا تسع الدنيا فرحه كلها ملغمة بإشارات سياسية قوية هنا حيث الإشارة أبلغ من العبارة..

 

تنوعت القصص في أبطالها بين أولاد صغار حالمون ونساء مكسورات مقهورات ورجال بائسون وحتى حيوانات

 

وإن كان الكثير من قبلها استخدموا الحيوانات كأبطال لقصصهم أذكر منهم توفيق الحكيم والكتاب الشهير كليلة ودمنة وغيرهم الكثير إلا أن أبطالها لهم صفات فريدة ربما لم يتطرق الكثير لها كالثورة والرفض والحلم والتجربة بشكل يفوق الشخصيات الكرتونية التي نشاهدها على التفاز

 

برزت المرأة في أغلب  القصص ابتداء من ولد وحتى عفو ملكي وإزعاج وأنت حلو والبحر مالح  وآسف التي لا تجيء ..

 

في الأولى وعلى الرغم من قسوة الظروف المحيطة بها كانت ذكية حين فكرت في زج زوجها الذي يتاجر بعرضها في السجن بتهمة سياسية بعد أن ابلغت عنه بنفسها حينما لم ينظر لشكواها الأولى عليه بتهمة الدعارة أما في إزعاج فكانت المرأة عاشقة لدرجة المبادرة التي لم تنجيها من الصدمة

 

أما انت حلو البحر مالح ما أن قرات العنوان دارت في عقلي الأهزوجة الشعبية التي كنا نرددها ونحن صغار ومازلنا ” سلام عليك يا نبي صالح ..إنت حلو والبحر مالح ” هذه القصة تشبه الأحجية بالنسبة لي وأبطالها رموز هذه الأحجية ولا تبتعد في حلها عن الوطن ..عن التمزق بين خيارين ..عن الضياع والحيرة عن الموت الذي يأتي على هيئة حادث مفاجئ..

 

لا أدري إن كنتم ستنظرون لها من زاويتي كما فعلت ولا أدري إن كانت إبتهال متقصدة لهذا الأمر ..لكني هكذا فهمتها

 

في آسف التي لا تجيء المرأة والرجل شريكان في المشكلة الأزلية التي يعاني منها أغلب المتزوجين ألا وهي كيف تعبر عن مشاعرك الحقيقية للطرف الآخر قبل أن تكبر المسافة بينكما ..وقبل أن تصبح مشاعر الغضب والتوتر والكبرياء كسحابة كبيرة تمتزج مع سحب الآخرين لتبدو كقدم عملاقة تبتعد قليلا عن العالم الكروي ثم تنقض على مؤخرته بركلة ساحقة ..

 

في قصة جنة ونار ..أذهلتني هذه القصة بمقاربتها للجنة والنار ..وكيف يمكن لمن هو في الجنة أن لا يستشعر لذتها وكيف لمن هو في النار ان لا يستشعر جحيمها ..

 

أما في جربت الغرق التي تبدأها بالعصافير لا تجيد الغوص هي قصة عن الحلم والشغف وحب التجربة حتى وإن أدى الأمر للهلاك

 

ربما لم اتحدث بشكل مستفيض عن رجل لا تسع الدنيا فرحه ربما لأنها قصة غريبة نوعا ما فأنا لم أتعرف على شخصية الراوي هنا ولكنني أحسست بأنه الموت الذي رافق بطل القصة عبدالواحد الذي فقد أبناءه الثلاثة على فترات متقاربة وقام بتغسيلهم بنفسه لأنه كما يقول : متى وجد أحد في هذا الحي لتكفين أبناء عبدالواحد ؟!

 

عبدالواحد الذي ظنته زوجته سينتحر بقذف نفسه من أعلى السطح لم يكن ينوي فعلا الانتحار لأنه كما يبدو أصبح والموت رفيقان فهو وإن كان حيا إلا انه ميت في داخله ..

 

ماذا أقول يا إبتهال ..

 

ماذا فعلت بنا وكيف تمكنت منا هل هي عناوينك المحرضة هل هي حكاياتك التي تشبه حكايات جداتنا لا في حبكتها بل في اسلوبها المشوق وتأثيرها الأفيوني الذي يسبب الإدمان هل هي الخواتيم التي لا تخطر على بال هل هي اللغة الواثقة الواثبة كغزالة تمرح في غابة الكلمات هل هي أفكارك التي تشبه أفكار طفل لا يخشى التجريب والاستكشاف حتى وإن تناول الطين و بل وحتى لو وضع يديه في الجمر ..

 

لا أدري من أين امسكت بي ولا كيف جررتني لمملكتك الساحرة كأليس التي دخلت عالم العجائب وهامت فيه ..ولكني واثقة بأن أول ما تمكنتِ منه كان قلبي ..

 

لقلمك الفاره أخلع قبعة الكلمات وأنحني..

 

ولكم أترك الباب مواربا بعد ان أطلعتكم على شيء من السحر فادخلوها بسلام آمنين

 

 

أبراكدبرا

قياسي

 

 


تبدد يا أيها الألم ..
تلاشي يا أيتها الأفكار البغيضة ..
: أبراكدبرا..
أغمضت عينيها ولما فتحتهما

كانت الورود قد نسجت لها فستانا احمرا فاتنا عوض الخرقة الزرقاء الباهتة التي كانت ترتديها
وتموج شعرها الأشقر الطويل لامعا فغارت الشمس منها واقتبست من خصلاتها التي تشبه الذهب لتصبح اكثر ألقا
نما لها جناحا فراشة فحلقت بعيدا عن تلك الجدران البيضاء التي تحدق فيها ببلاهة إلى أفق من المرايا الناصعة
أينما التفتت وجدت لها صورة بشكل مختلف
مرة كانت وكأنها حورية بحر وحيدة تجلس على صخرة من المرجان تعزف اغنية للدلافين بينما سفينة القراصنة تبتعد ببطء
في إحداها كانت وكأنها أميرة خرافية أضاعت حذائها الكريستالي وهي تركض هاربة بينما يبحث عنها أمير عاشق
أما ما جعلها تفتح عينيها على أقصاهما في دهشة
حينما رات نفسها كطفلة بشرائط خضراء تقفز على الحبل وهي تغني
“شبرا .. قمرا ..شمس ..نجوم ..كواكب ..هوا ..لعب الدوا”
وكانت تضحك من كل قلبها
ولم يكن ليخيفها اي شيء في هذه الدنيا
هذه الصورة هي كل ما تريده الآن
نهضت عن سريرها الأبيض الفاتر ونظرت إلى نفسها في المرآة
أشارت لقلبها
هي ولا شك مازالت هنا
سأكون بخير
وابتسمت
إهداء لصديقتي الجميلة زهراء اليوسف